عن خلافه واذا قرئ « مالك » فالمراد به القدرة على يوم الدين واذا قرئ « ملك » فالمراد به القدرة على العباد الذين يتصرف تعالى فيهم بما يوجب الانقياد له.
[ مسألة ] قالوا ما معنى ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) وعندكم ان الله تعالى قد هدى الخلق بالادلة والبيان فما وجه هذا الطلب والدعاء. وجوابنا على ذلك انه تعالى وان مكن وأقدر المكلف ففي قدرته تعالى من زيادة البيان والادلة والالطاف والعصمة ما ينتفع به العبد اذا أمده بها والعبد يجوّز ذلك فيطلبه وهذا كما قال تعالى ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ) فأمر تعالى العبد أن ينقطع الى الله تعالى فيقول ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) وان لا يكذب في ذلك فيكون مراده بالصلاة الرياء والسمعة وأن لا يستعين الا بالله تعالى وأن يستمد من جهته الالطاف والمعونة على الصراط المستقيم الذي هو دينه وطريقة من أنعم الله عليه لا طريقة الكفار الذين ضلوا فغضب الله عليهم.