سورة البقرة
[ مسألة ] قالوا ما الفائدة في قوله تعالى ( الم ) ولا يعقل من ذلك في اللغة فائدة وكيف يجوز ذلك والقرآن عربي والعرب لا تعرف ذلك. وجوابنا ان الله تعالى جعل ذلك اسما للسورة وعلى هذا الوجه يقال سورة ( ق ) ( وحم ) السجدة وسورة ( طه ) ولله تعالى ان يجعل لهذه السورة اسما وهذا مروي عن الحسن البصري وغيره ومتى قيل فقد حصل في ذلك اشتراك ولا بد من ضم زائدة اليه فلا فائدة إذا في ذلك. فجوابنا أن الألقاب كزيد وعمرو يقع فيها أيضا الاشتراك ثمّ تمييزها بزيادة وقيل أيضا في جوابه ان فائدة ذلك أن القرآن مؤلف من هذه الحروف التي تقدرون عليها « ومع » ذلك يتعذر عليكم هذا النظم بفضل رتبته فاعلموا انه معجز.
[ مسألة ] ومتى قيل ولما ذا قال تعالى ( ذلِكَ الْكِتابُ ) ولم يقل هذا الكتاب. فجوابنا أنه جل وعز وعد رسوله إنزال كتاب عليه لا يمحوه الماء فلما أنزل ذلك قال ( ذلِكَ الْكِتابُ ) والمراد ما وعدتك ولو قال هذا الكتاب لم يفد هذه الفائدة.
[ مسألة ] قالوا ما معنى ( لا رَيْبَ فِيهِ ) وقد علمتم أن خلقا يشكون في ذلك فكيف يصح ذلك وان أراد لا ريب فيه عندي وعند من يعلم فلا فائدة في ذلك. فجوابنا ان المراد انه حق يجب أن لا يرتاب فيه وهذا كما يبين المرء الشيء لخصمه فيحسن منه بعد البيان أن يقول هذا كالشمس واضح وهذا لا