ابن نصر بن زياد النيسابوري قال :
أنشدنا أبو علي الحسن بن علي الخزاعي دعبل لنفسه :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات (١) |
لآل رسول الله بالخيف من منى |
|
وبالبيت والتعريف والجمرات |
قفا نسأل الدار التي خف أهلها |
|
متى عهدها بالصوم والصلوات |
قال فيها :
فأما المصيبات التي لست بالغا |
|
مبالغها مني بكنه صفاتي [ ١٠١ ـ ب ] |
قبور لدى النهرين من بطن كربلاء |
|
معرسهم منها بشط فرات |
أخاف بأن أزدارهم ويشوقني |
|
معرسهم بالجزع ذي النخلات |
تقسمهم ريب المنون فما ترى |
|
لهم عقوة مغشية الحجرات |
خلا أن منهم بالمدينة عصبه |
|
مذودون أنضاء من الأزمات |
قليله زوار خلا أن زورا |
|
من الضبع والعقبان والرخمات |
__________________
(١) القصيدة التائية لدعبل الخزاعي المشهورة بـ « مدارس آيات » وهي قصيدة طويلة عدّة أبياتها مائة وعشرون بيتا.
قال ياقوت الحموي في معجم الادباء : ٤ / ١٩٦ : قصيدته التائية في أهل البيت ، من أحسن الشعر وأسنى المدائح ، قصد بها علي بن موسى الرضا عليهالسلام بخراسان.
والجدير بالذكر أن مستهلّ هذه القصيدة ليس هذا البيت ، فانّها مبدوّة بالتشبيب ومطلعها :
تجاوبن بالإرنان والزفرات |
|
نوائح عجم اللفظ والنطقات |
قال ابن الفتال في روضة الواعظين : ١ / ٢٢٧ :
روي أن دعبل انشدها الإمام عليهالسلام من قوله : مدارس آيات ، وليس هذا البيت رأس القصيدة ولكن أنشدها من هذا البيت ، فقيل له : لم بدأت بمدارس آيات؟!
قال : استحييت من الإمام عليهالسلام أن انشده التشبيب فأنشدته المناقب ، ورأس القصيدة تجاوبن ...
ذكر القصيدة برمتها الاربلي في كشف الغمة : ٣ / ١١٢ ـ ١١٧ والقاضي في المجالس : ٢ / ٥٢٠ ـ ٥٢٤ ، وانظر أيضا : الاتحاف بحبّ الاشراف : ١٦١ ، تذكرة الخواص : ٢٢٧ ، معجم الادباء : ١١ / ١٠٣ ، مطالب السئول ٢٩٧.
وللعلامة الأميني رحمهالله كلام مبسوط حول الشاعر وقصيدته المعروفة ( الغدير : ٣ / ٣٤٩ ).