باب اجتماع النقيضين أو التفكيك بين الذات والذاتي. أو لزوم الدور والخلف.
وسيأتي الكلام عن ذلك في مباحث الدليل العقلي (١) إن شاء الله تعالى.
وسيأتي الحديث عن حجّيّة الدليل العقلي في مباحثه (٢).
__________________
(١) تحت عنوان : أخذ العلم بالحكم في موضوع نفسه.
(٢) وهنا نضيف شيئا آخر وهو : أنّ ظاهر الأخباريّين هو إنكار حجّيّة الدليل العقلي ؛ لأنّه ليس كاشفا تامّا عن الواقع ، بمعنى أنّ الدليل العقلي غالبا ما يؤدّي إلى الظنّ فقط ؛ وذلك لكثرة الاشتباه والخطأ في الأحكام العقليّة. وعليه ، فالقطع لا يمكن تحصيله من الدليل العقلي ، لا أنّه بعد حصول القطع تبطل حجيّته من باب التحويل أو من باب سلب المنجّزيّة ، بل من باب السالبة بانتفاء الموضوع. فالدليل العقلي ليس حجّة ؛ لأنّه لا يؤدّي إلى القطع.
وهذا الدليل يناقش فيه :
أوّلا : أنّ الروايات التي ذكروها على ذلك لا تنفع في إثبات المطلوب ؛ لأنّ بعضها ظاهر في الردّ على العامّة الذين اتّخذوا الأدلّة العقليّة حجّة ودليلا ، وبعضها ناظر إلى اشتراط الولاية في صحّة الأعمال ، وبعضها ناظر إلى التأنيب على ترك الفحص عن الأدلّة الشرعيّة ، فإنّه لا يلتجئ إلى العقل إلا بعد اليأس عن وجود الدليل في الكتاب والسنّة.
وثانيا : أنّ الاعتماد على العقل الفطري الخالي من الشوائب والأخطاء لا العقل المتأثّر بحالات نفسيّة وموضوعيّة. وتفصيل ذلك خارج عن موضوع هذا الكتاب.
مضافا إلى الروايات الكثيرة الآمرة باتّباع العقول وكونها حجّة باطنة لله تعالى.