الناس فقام اليه عبد الله بن سبأ فقال له أنت دابة الأرض .. أنت الملك .. أنت خلقت وبسطت الرزق !! وعلي يقول له في كل مرة : اتق الله !! ثم أمر بقتله ) !! هكذا نجد السبب هنا غير السبب في الرواية السابقة !! ثم يواصل من كذب على جابر بن عبد الله ويزعم ان جابرا قال ( فاجتمعت الرافضة فقالت : دعه وانفه إلى ساباط المدائن !! فانك ان قتلته بالمدينة خرجت اصحابه وشيعته !! فنفاه إلى المدائن فتم القرامطة والرافضة .. الرواية ).
أقول : أولاً : هذه لا أدري كيف عقلها الدكتور العودة وكيف نشرها ولم ينقد متنها !!
ثانيا : متى مات جابر بن عبد الله ومتى كانت بيعة علي ومتى خرجت الرافضة والقرامطة فالرافضة لم تعرف بهذا الاسم الا عام ١٢٢ ه. أما موت جابر بن عبد الله راوي الحادثة فكان قبل ذلك بخمسين عاما ( وفاة جابر كانت نحو ٧٠ ه ) ، وكذلك بيعة علي كانت قبل نشوء مصطلح الرافضة بخمسة وثمانين عاما !! فاين عقولنا ! أن مناهجنا النقدية !
أما القرامطة فلم يظهروا بهذا المصطلح الا بعد موت جابر بن عبد الله بنحو مائتي عام !! لأن قرمط رأس القرامطة الذي سمي به القرامطة توفي عام ٢٩٣ ه !! بعد بيعة علي بنحو مائتين وخمسين عاما !! وهذا يدل على ان الرواية وضعت على لسان جابر بن عبدالله بعد موته بمائتي سنة !! لكن الدكتور العودة لا يمتلك المنهج النقدي للمتون ولو كان يمتلك هذا المنهج النقدي لما رأينا مثل هذه الروايات التي يستشهد بها في اثبات عبد الله بن سبأ ! وأجد نفسي ممسكاً إلى هذا الحد ومن هذا يتضح ان القصة هذه مختلفة وإذا لم تكن مكذوبة بهذا السياق فليس في الدنيا حديث موضوع ولا رواية مكذوبة !! ثم كيف قامت