عندما كنت أدرس الفقه الاستدلالي بمسقط رأسي سامراء بلد الامامين العسكريين (ع) لاحظت ان الادلة في بحوثنا الفقهية روايات الأحاديث ولا يستدل بسيرة الرسول (ص) في استنباط المسائل الفقهية ودفعني ذلك إلى القيام بتأليف في سيرة الرسول الأكرم (ص) يستدل بها في استنباط الاحكام إلى جنب روايات لحديث ، وفي هذا الصدد عزمت على جمع روايات السيرة من كتب عامّة المسلمين لأنّ الخلاف وقع بعد عصر الرسول الأكرم (ص) ونويت أن أُسمي بحوثي « لواء الوحدة الاسلامية » ثم بدا لي أن أتوسّع في البحث وأكتب عصور الاسلام ، كالآتي :
أ ـ الاسلام في مكة ( من البعثة إلى الهجرة ).
ب ـ الاسلام في المدينة ( من هجرة الرسول (ص) إليها إلى هجرة الامام علي (ع) منها ).
ج ـ الاسلام في العراق مدة حكم الامام على (ع) في الكوفة وهكذا إلى عصر العباسيين.
وبدأت بالتفتيش وكان اسلوبي في الرجوع إلى المصادر أخذ الرواية من الأقدم زماناً فالأقدم. وكنت أرى ان الرواية ـ مثلاً ـ في مسند الطيالسي ( ت : ٢٠٤ ه ) أقرب إلى الصحة من الرواية في مسند أحمد ( ت : ٢٤١ ه ) والرواية فيهما ـ ان اختلفت الألفاظ ـ وما في مسند أحمد أصح مما في سنن الدارمي ( ت : ٢٥٥ ه ) وكذلك الأمر في غيرها.
وكان في ما جمعت من سيرة الرسول (ص) من رواية ان جبرائيل (ع) لما نزل عليه (ص) أول وحي قال له : « اقرأ » قال الرسول (ص) ما أنا بقارئ