فغطّه (١) حتى بلغ به الجهد ـ إلى ثلاث مرّات ـ ثم أرسله فقال ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... ).
فجاء الرسول (ص) الى خديجة (ع) يرجف فؤاده وخشي على نفسه فاخذته إلى ورقة بن نوفل النصراني فطمأنه وأخبره انه رسول والذي أتاه جبرائيل.
وفي روايات أخرى قال (ص) لخديجة : « أخشى أن يكون في جنن ».
و « لأخشى أن أكون كاهناً ».
وفي بعض روايات كتب السيرة انه (ص) قال لنفسه « ان الابعد ـ يعني نفسه لشاعر أو مجنون .. لاطرحن نفسي من حالق جبل ».
وفي رواية أخرى ان خديجة (ع) أجلسته عندما نزل عليه جبرائيل على فخذها اليمنى واليسرى وهي مقتنعة بخمارها ولما تحسّرت وألقت خمارها لم ير جبرائيل فطمأنته خديجة بأن الذي يراه ملك وليس بشيطان (٢).
تروىٰ أمثال هذه الروايات عن أم المؤمنين عاشة وعبدالله بن عباس في حين ان أهل الكتاب كانوا ينتظرون بعثته ، نظير خبر بحيرى الراهب في سفره (ص) مع عمّه الى الشام مما ذكرنا قسماً منها في كتابنا أحاديث أم المؤمنين عائشة ( ج ٢ ) وفيها :
__________________
(١) غطه : عصره عصراً شديداً.
راجع صحيحي البخاري ومسلم ومسند احمد والتفاسير والسير عن أم المؤمنين عائشة.
(٢) راجع سيرة الرسول (ص) في أخبار البعثة ب سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري وطبقات ابن سعد.