عن علي بن أبي طالب (ع) خرجنا بعض نواحيها ـ مكة ـ فما استقبله جبل ولا شجر إلاّ وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله (١).
وأيضاً وجدت في الروايات في تفسير آية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ... ) (الحج / ٥٢) ان الله لما أنزل على رسوله (ص) ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ... ) فلما انتهى إلى قوله ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَىٰ ) ألقى الشيطان على لسانه ( تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى ) فلما سمع المشركون ذلك فرحوا وسجد المشركون لذكر الهتهم والمسلمون.
فبلغ الخبر المهاجرين إلى الحبشة فرجع بعضهم إلى مكة ولما عرفوا حقيقة الخبر بقي بعضهم مستخفياً وعاد بعضهم إلى مهجره.
ونزل جبرئيل (ع) وأخبر النبي (ص) بانها ليست وحياً فحزن الرسول (ص) فنزلت عليه : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ... ) (٢) (الحج / ٥٢).
وأيضاً وجدت في روايات سيرة الرسول (ص) بصحيح مسلم باب ان من لعنه النبي أو سبه جعله الله له زكاة وطهورا : عن أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة : ان رسول الله (ص) كان يلعن المؤمنين إذا ضويق ويبرر ذلك بقوله : شارطت ربي أيما مؤمن لعنته أو سببته جعله الله له زكاة وطهورا. مع قوله تعالى في وصفه : ( إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ومع قوله (ص) : « من لعن مؤمناً فهو
__________________
(١) سنن الترمذي ، أبواب المناقب وراجع أحاديث أم المؤمنين عائشة ج ٢ / ٢٨٠.
(٢) لقد برهنا في المجلّد الثاني من كتابنا « أحاديث أم المؤمنين عائشة » ان تلك الأحاديث مفتراة عليها وعلى غيرها من الصحابة.