لقد سرد المالكي أسماء ستين مؤرخا ـ من أبان بن عثمان إلى الخطيب البغدادي ٤٦٣ ـ وأشار إلى ( بقية علماء الحديث وعلماء الجرح والتعديل والأدباء واللغويين والنسابين وغيرهم ) وسأل ( أين هؤلاء عن هذا البطل المشهور الفصيح الذي تولى إمارتين في الصدر الأول !! ).
فاقول ما خطر لي في ذلك ولا ألزم به أحداً فإذا كانت الحال كذلك فهي أقرب إلى الدلالة على الاحتمال الثاني المشار اليه ، وهو ان شهرته في الصدر الأول لم تكن كبيرة ، فلذلك لم يتواتر المؤرخون على ذكره ، ولا يمتنع أن تكون روايات سيف قد اعترتها المبالغة للأسباب المشار اليها أو غيرها. والظاهر أن ولايته على قرية بعد قرية في العراق أقرب إلى الدلالة على انه لم يكن من أهل الشهرة الشامخة وإنما رجلاً من أشراف الناس. ولا إشكال في انفراد سيف بذكر رجل هذه حاله.
خاتمة :
(٢٩) وانني في الختام لأدعو أخانا حسن بن فرحان المالكي للتخفيف من هذه الآثار العلمية الفكرية ، وتشكيك الناس في تراثهم وتاريخهم ، وترك اجتلاب أفكار الآخرين وتلميعها ، وتصوير تاريخ الأمة ـ وبخاصة عصر صدر الاسلام ـ بهذه الصورة القاتمة. وفقه الله وايانا إلى كل خير ، والحمد لله ربّ العالمين.