وها نحن اولاء. فدخل واستاق الثيران فاخصب الجيش أياماً وسمّي ذلك اليوم بيو الأباقر.
وروايته عن يوم الجراثيم :
قال سيف وقف سعد بن أبي وقاص بعد القادسية حائراً أمام دجلة وقد فاضت فحطب جيشه وقال : إني عزمت على قطع هذا البحر فركبوا اللّجة وان دجلة لترص بالزبد وان الناس ليتحدثون في عومهم لا يكترثون كما يتحدثون في مسيرهم على الأرض لا يعي فرس إلاّ نشزت له جرثومة (١).
وفي رواية غير سيف : ان الدهاقين ولو هم على مخاضة اسفل المدائن فاخاضوها الخيل (٢).
وذكر نظيرها للعلاء بن الحضرمي وجيشه في فتح دارين وقال :
... حتى إذا أتى ساحل البحر اقتمحوا ... الراكب والراجل .. فاجتازوا ذلك الخليج يمشون على مثل رملة ميثاء (٣) فوقها ماء يغمر اخفاف الابل وان ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحر (٤).
وخبر اطلال فرس بكير في فتح القادسية :
قال سيف : وقرأ المشركون وأمر سعد .. أن يتبعوا أثر الفارين فاتبعوهم حتى انتهوا النهر الذي بثقوه ليمنعوا المسلمين من عبوره فضرب بكير بن
__________________
(١) وفي رواية أخرى لسيف ( تَلعَة ) أي ما ارتفع من الأرض. والجرثومة والتلعة بمعنى واحد.
(٢) راجع تفصيل الخبر الاول من عبدالله بن سبأ ١ / ٢٥٠.
(٣) الميثاء : الرملة أو الأرض السهلة.
(٤) راجع عبدالله بن سبأ ١ / ١٩٨ قصة العلاء بن الحضرمي.