أو ( المصالح ) أو ( حب مخالفة ما توصل إليه بعض الكفار والمبتدعة ) أو ( حب إثبات ما ذكره بعض علماء المسلمين ) وهكذا نجد كثيراً من المعايير ليست علمية البتة ولا دخل لها بالنواحي العلمية ولو أننا لا نحكم على الحديث أو الرواية بالكذب لمجرد إحساسنا بصحتها لاثبتنا كثيراً من الاحاديث الموضوعة والأخبار المكذوبة !! ولاختلفنا اختلافا كبيراً لأن ( الإحساس ) يختلف من شخص لآخر بينما المنهج صامت لا يحابي إحساساً ولا عاطفة ثم إن الإحساس غير منهج المحدثين وإنما قيل أنه يتبعه بعض غلاة الصوفية ويطلقون عليه ( التذوق ) !! كما أن ( مراعاة المصالح ) تختلف باختلاف الرؤى نفسها فإذا كان د. سليمان يرى أن توثيق سيف وإثبات أكاذيبه عن ابن سبأ وغيره من باب المحافظة على المصلحة ( مصلحة التراث ) !! فإن لآخر أن يدعي أن نفي هذه الأكاذيب من ( مصلحة التراث ) أيضاً !! بل المصلحة هنا متحققة ولو كان د. سليمان يعلم ـ وأظنه يعلم ـ خطورة إثبات روايات سيف عن ابن سبأ لما تمسك بها البتة لأن روايات سيف عن ابن سبأ تثبت أن بعض كبار الصحابة من بدريين وغيرهم كانوا ينفذون خطط عبدالله بن سبأ !! ( وسيأتي تفصيل ذلك حتى يتبين للناس أن إثبات ابن سبأ بكامل دوره أخطر من نفيه وأن أكثر علماء المسلمين على نفي دور عبدالله بن سبأ من القرون الأولى إلى اليوم ).
أعود وأقول : إنني عندما أبحث الرواية أو الحديث لا أحاول أن أرسم النتيجة قبل البحث ولا أدخل بأحكام مسبقة أو أحاول ألا أفعل هذا على الاقل ولذلك فأنا متفق مع د. سليمان في أمور ومختلف معه في أخرى ومتفق مع الهلابي في أمور ومختلف في أخرى مع التفاوت الكبير بين الاثنين وهكذا ولو كنت أدخل بأحكام مسبقة وتقليد للهلابي ـ كم زعم د. سليمان ـ فلن أختلف معه