للفتنة بمصر ، وباذر بذور الشقاق والنقمة على الولاة .. هذا فقط في كتاب تاريخ الإسلام.
أما ابن حجر : فيكفينا منه القول عن ابن سبأ ودوره في الفتنة : وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ .. ( لسان الميزان ٣ / ٣٤٥ ط دار الكتب العلمية ).
وإذا كان يجهل المالكي أو يتجاهل بما اشتهر ابن سبأ في كتب التاريخ فغيره لا يجهل ذلك ونقل في الفتح عن الاسفراييني خبر إحراق علي لطائفة السبئية وكبيرهم عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وابتدع ما ابتدع ، ثم نقل أصلا له في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص بسند قال عنه : وهذا سند حسن ( الفتح ١٢ / ٢٧٠ ).
وإذا بطلت دعوى المالكي على الهذبي وابن حجر ، تهاوت دعاواه الأخرى على العلماء والأئمة الآخرين ، وكانت تلك واحدة من أدلة جرأة المالكي على العلماء وعلى كتب التراث ، وأوجب ذلك كله الاحتياط لما ينقله مستقبلاً.
ألا فينتبه لذلك أنصاف المثقفين الذين ربما غرهم طرح المالكى ، واعتمددوا على جزمه ولم يتبينوا كذبه على العلماء ، ومن رام فريد البيان فاليرجع إلى كتب التراث وسيجد فيها ما يشفيه وسيتبين له كذبه على مؤلفيها بعدم ذكر دور ابن سبأ في الفتنة ، وقد اكتفيت بذكر نموذج كذبه ولئن كنا غير محتاجين لرأي المالكي ، أنكر أم أثبت دور ابن سبأ ، أم ظل حائراً قلقاً بين اثبات الوجود وانكار الدور ، فلذلك لتشخيص موقفه لا أكثر.