٢ ـ النيل من الصحابة
سبق في الحلقة الماضية الاشارة إلى نماذج من نيل المالكي من الصحابة وأضيف هنا وحين يتحدث المالكي عن فترة القتال على الملك يحشر عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما فيها ، ويشير إلى قتاله مع بني أمية كنموذج من نماذجها ( انظر كتاب الرياض ص ١٨٤ ).
وهذه تهمة لا بن الزبير رضى الله عنهما ، والرد عليها بامرين :
أ ـ فإن شاء بمنهج الذي يردده كثيراً بعدم اتهام النوايا ، قلنا له : إن ابن الزبير نفسه أبان عن هدفه من القتال في حديثه مع أمه أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهم حين سألته عن هدفه من القتال فأجاب بقوله : « والله ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها ، وما دعاني إلى الخروج إلا لغضب لله أن تستحل حرمته .. » ( ابن كثير : البداية والنهاية ٨ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ ) فهل يسوغ لك أن تهتم نية صحابي كبير في العلم والشرف والجهاد والعبادة وإن كان من صغار الصحابة كما قال الذهبي ( السير ٣ / ١٦٤ ).
ب ـ وإن شاء بمنهج أهل الحق الذين قدروا ابن الزبير حق قدره ، وذكروا من مناقبه وفضائله ما يصعب معه حشره مع المقاتلين على الدنيا ، وهذه نماذج منها :
ـ أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال حين وقع بينه وبين الزبير قلت ( ابن عابس ) أبوه الزبير ، وأمه أسماء وخالته عائشة ، وجده أبو بكر ، وجدته صفية .. ( انظر : الفتح ٨ / ٣٢٦ ).
فماذا تفهم من كلام ابن عباس في ابن الزبير رضى الله عنهما ، وإن لم