سقط لسقطت الرسالة !! ... وقد نجح المدخلي كثيراً في خديعة المناقشين بنسبة أخبار القعقاع إلى تلك المصادر الناقلة وكذلك بنسبة أخبار القعقاع إلى كتب مختلفة ومنسوبة ظلماً إلى مؤرخين متقدمين كالواقدي !! حتى يثبت أن الواقدي قد روى أخبار القعقاع أيضاً !.
وقد حاولت في الحلقة الماضية ان أذكر بعض الأدلة ( الاسنادية ) فقط على بطلان نسبة كتاب ( فتوح الشام ) للواقدي فكيف بالأدلة ( المتينة ) الكثيرة التي تكلم عن بعضها الدكتور محمد صامل السلمي ولو استطرد فيها لأخرجتنا من موضوع ( القعقاع بن عمرو ) إلى موضوع آخر عن ( بطلان نسبة كتاب فتوح الشام ) للواقدي !! .. لكن يستطيع من عنده أدنى اطلاع على كتب الواقدي أن يكتشف بسهولة ان الكتاب منسوب ظلما إلى الواقدي !! بل يظهر أنه الف بعد الواقدي بنحو ستمائة سنة ، وقد صرح مؤلفه بانه ينقل عن ابن خلكان والطبري وأمثالهم ممن لم يولدوا إلاّ بعد وفاة الواقدي !! فكان إثبات المدخلي لهذا الكتاب وإصراره على نسبته إلى الواقدي حيلة من الحيل الكثيرة المستخدمة في كثير من الدراسات الجامعية للأسف ، فالمدخلي ليس إلاّ واحداً من كثيرين يعتمدون على التحايل والضحك على القرّاء والمؤسسات العلمية معاً.
ولو كان غير ذلك لما وجدنا مثل هذه الأخطاء الثقيلة الوزن التي يندى لها جبين العلم والبحث والدراسة !! ثم ان الكتاب المنسوب للواقدي فيه روايات سيف بن عمر أيضاً !! انظر الصفحات ( ٩٧ ، ١٠٥ ، ١١٢ ، ١٩١ ) من المجلد الثاني .. مع أن مؤلف ذلك الكتاب كثيرا ما يذكر روايات سيف ولا يشير إليه إلاّ نادراً !! ربما ان حجته في هذا وهدفه مثل هدف المدخلي !! .. والكتاب لا يحتمل المزيد من النقد لأنه مجموعة من الأساطير والأكاذيب والأهوال