أقول : أولاً : ليس صحيحاً ان دراسة التاريخ دراسة جادة أسانيداً ومتوناً انها ستؤدي إلى رفض اغلب التاريخ الإسلامي فهذا التخوف الذي يبديه الأخ حسام ـ رغم انه تخوف مشهور ـ ناتج عن عدم دراسة لأحداث التاريخ الاسلامي خاصة عصوره الأولى فهناك أسانيد كثيرة وصحيحة عن الفتوح والمعارك والفتنة والأحداث التي حدثت في الصدر الأول فهذا التخوف والتهويل مبني على الجهل بالشيء لا العلم به ثم إنني لم أشترط في إثبات أخبار القعقاع أن تصلني بأسانيد صحيحة !! بل قلت إن وجدتم صادقا أو كذابا ذكر القعقاع غير سيف بن عمر فأنا راجع إلى إثباته وتوثيق سيف !! بشرط ألاّ يكون ذلك ( الذاكر للقعقاع ) قد نقل عن سيف بن عمر وأظن هذا في غاية الانصاف وليس من الانصاف أن تلزمني باثبات القعقاع بناء على روايات مؤرخ كذاب مثل سيف بن عمر !! ..
ثم ان هذا التنزل الذي ذكرته في الحلقتين الماضيتين كان خلاف المنهج العلمي وقد عاتبني عليه بعض الأخوة وقالوا ليس من حقك أن تثبت القعقاع وتوثق بسيف برواية كذاب آخر !! لكنني كنت على يقين أن الكذابين لن يجرؤوا على مثل أكاذيب سيف !! أما خلط الأخ حسام بين ابن اسحاق والواقدي والمسعودي فهذا غريب لأن هؤلاء يتفاوتون فابن اسحاق ثقة عند اكثر المحدثين ولم يطعن فيه الا القليل النادر بججج واهية. نعم ابن اسحاق اتهم بالتدليس فيبقى ثقة فيما صرح فيه بالسماع ، أما الواقدي فقد وثقه بعضهم لكن أكثرهم على تضعيفه ، أما أبو مخنف والمسعودي فدون الواقدي لكن هؤلاء كلهم فوق سيف بن عمر فلا يجوز أن نعمم ونزعم أن المؤرخين مطعون فيهم هكذا بلا تفصيل فهذا تعميم غير علمي لا يقره المحدثون ولا المؤرخون ..