هذا الصحابي الذي ليس له وجود ..!!
والغريب في القعقاع انه يزحف بقوة فهو لم يكن موجوداً أصلاً فزعم سيف انه شهد وفاة النبي (ص) ثم توقع أحمد كمال انه ( أسلم في السنة التاسعة ) وزاد الفقيهي بان القعقاع ( وفد على النبي (ص) في السنة التاسعة ) وتوقع عبد الله صقر ( انه شهد الخندق ) ..!! وقد يأتي آخر وينقل هذه ( التوقعات ) على انها حقائق مثلما نقلنا تخيلات سيف بن عمر ( القصصية ) على انها حقائق وألفنا في ذلك المؤلفات والرسائل الجامعية ..!! وقد يأتي آخر ويتوقع أن القعقاع شهد بدراً وأنه خامس الخلفاء الراشدين وهكذا نجد أن أكاذيب سيف بن عمر قد سرت في دمائنا من حيث لا نشعر وأصبح لها فعل المخدر ..!! ولكثرة إدماننا على قراءة مرويات سيف أصبحنا نستلذ الكذب ونسير غير مبالين بمنهج علمي ولا أصول تحقيق ولا إثم الكذب لأننا نشعر إننا أصحاب ( نيات حسنة ) وهذا الشعور نجعله مبرراً لنا لمخالفة المعايير والضوابط البحثية ، إضافة إلى مخالفة ما نعد الناس به من التزام بهذا المنهج وتلك الضوابط.
وأخيرا فقد حاولت أن أخصص هذه الحلقة لهذه الإيضاحات لأننا بحاجة من وقت لأخر لتذكير الناس بما ننادي به وما نتبناه من آراء نزعم أن لها أدلتها العلمية ، وما دام أن هذه الإيضاحات متعلقة بموضوع ( القعقاع ) فقد جعلناه في السلسلة نفسها لهذا السبب ولسبب آخر ذكرناه وهو مصادر ترجمة القعقاع التي نقلها لنا المدخلي.
في النور :
الأستاذ شاكر محمود عبدالمنعم ، إن دراستكم عن (ابن حجر العسقلاني