يشغلني حول اطروحاته ، وأثير معه بعض القضايا ، واستعرض أطراف المحاذير حول تناولاته التي شغلت البعض.
ولما لم يكن اللقاء المتاح كافياً لاستكمال الحوار ، رتبنا لقاء آخر ، مساء اليوم نفسه ، وفيه كانت مطارحات شيقة ، ومفيدة ، وتساؤلات كثيرة ، أكدت لي أن المالكي تنحصر رسالته في فترة تاريخية وإزاء قضية أو قضايا متجانسة. ولكن ـ وبسبب حداثة السن ـ تنقصه أشياء ، ما كنت سعيداً بفقدها عند من يشتغل في مناطق حساسة ، فأنا حريص على أن يستكمل مثلها مثله.
وإذا كنت أختلف معه في بعض ما يذهب اليه ، أتمنى أن تكون تناولاته مثيرة ، وحافزة لأخواننا ، وزملائنا في أقسام التاريخ في جامعاتنا التي تتوفر فيها مثل هذه الأقسام ، ليعيدوا النظر في أمور كثيرة ثم ليخوضوا مع الرجل ، ومع غيره ، معترك الجدل حول القضايا التي اختار لنفسه الخوض فيها ، وألح في طرحها ، وخرج فيها على السائد ، وعلى النمط فإما أن يقلموا أظفاره ، ويضعوه في حجمه الطبيعي ، وإما أن يتشايلوا معه المهمة وليس من اللائق أن يصول ، ويجول وحده في تلك الفجاج ، إذ من واجب المتخصصين ايقاف هدمياته ، لا حقاق الحق ، والدخول في واحد من ثلاثة مستويات فإما أن يكونوا معه وأما أن يكونوا ضده في كل ما ذهب اليه وإما ان يكونوا وسطاً يقبلون الحق ويردون ماسواه إن كان يخلط وأما ان يتوقفوا فيما لا يعرفون وجه الحق فيه وهو قليل. وإذا كان الرجل الذي يكتب من خلال آليات التخصصية اين هم من هذا الطرح المثير الذي سيكون له اثر في الموقف من التاريخ الإسلامي ، أين هم من قبل أن ياتي ومن بعد ما جاء اقول ابتداء : ان اندهاشي من مغامراته الجرئية