الاضطرابات والقلاقل وتسلط الطغمة الفاسدة على مقدرات البلاد وافلاس خزانة الدولة التي اصبحت نهباً مستباحاً لأم الخليفة وأعوانها السائرين في سياستها وظهرت بوادر الاستياء في صفوف القوات المسلحة بسبب عجز البلاط عن تسديد مرتبات الجنود والضباط الصغار فيما كان رئيس الوزراء ابن اسرائيل وأبو نوح وابن مخلد يكرعون الخمرة المعتقة ويعبثون بمقدرات الدولة الاسلامية (٩٣) ..
استحالت همسات الجنود إلى صيحات تطالب بدفع مرتبات الجيش التي تأخرت طوال فصل الشتاء .. وقد استطاع القائد العسكري صالح بن وصيف من تعبئة آلاف الجنود ضد الطغمة الحاكمة ..
اليوم هو الخميس الثالث من جمادي الآخرة وقد انطوى شهر نيسان ، موكب رئيس الوزراء يصل قصر الخلافة ثم موكب أبو نوح النصراني وبعده ابن مخلد .. واعقب ذلك حضور الخليفة نصف نائم بالرغم من انتصاف النهار أما رئيس الوزراء ومعه صاحبيه فقد كانت عيونهم تشتعل جمراً بسبب حفلة ساهرة وعربدة حتى مطلع الفجر (٩٤)..
لم يكن قد مضى وقت حتى وصل صالح بن وصيف مصطحباً قوة عسكرية كبيرة رابطت عند أبواب قصر الخلافة تحسباً للطوارىء ..