على عودة موسى بن بغا الذي أكد لمبعوثها أنه أوقف عملياته الحربية وسيعود الى سامراء على وجه السرعة (١٠١) وفي يوم الاربعاء ٢٩ رجب عبرت القوات المرابطة في كرخ فيروز الجسر ، وفرضت حصارها على قصر الخلافة وأخرج المعتز من غرفة نومه ممزق الثياب وترك حافياً في إحدى ساحات القصر تحت شمس تتشضى لهباً .. وطوال النهار كان الخليفة المهان يرفع رجله ليضع الأخرى فاصبح منظره المضحك تسلية للجنود الاتراك الذين ما انفكوا يخرقون ثيابه بالدبابيس (١٠٢).
وفي العصر اقتيد الى حجرة ليتلقى صفعات غليظة الى أن انهار باكياً يطلب خلعه ويتنازل عن الخلافة.
استدعى ابن أبي الشوارب رئيس سلطة القضاء وتم اعداد وثيقة التنازل مقابل الحفاظ على حياته وحياة والدته وأخته ، وأشار صالح بن وصيف بيده موافقاً وقد أسكرته نشوة السلطة.
وهكذا فرضت حراسة مشددة على قصر قبيحة ، اما المعتز فقد اقتيد ذليلاً الى قبو وهناك تعرض الى التعذيب ومنع عنه الطعام والماء ثم جصصوا باب السرداب وترك ليواجه مصيره.
وفي نفس الليلة احضر محمد بن الخليفة الواثق وبويع بالخلافة ، فيما كان الاتراك يشربون انخاب النصر بعد أن أحكموا قبضتهم على دفة الحكم.