رئيس الوزراء وصاحبيه فاندفعوا الى القصر وطلبوا لقاء المعتز الذي رفض استقبالهم ، وعندئذ قرروا المرابطة عند البوابة والقيام بعمل ما.
وتمكن صالح بن وصيف وباكيباك من دخول القصر وطلبا من المعتز دفع مبلغ خمسين الف دينار وحل الأزمة ، استقبل الخليفة القائدين بعد أن تعلل بان حالته الصحية لا تساعده ولذا استقبلهما في غرفة النوم.
كان الوضع ينذر بالانفجار ولم يعد في مقدور أحد السيطرة على غضب الجيش والقوات المسلحة.
كان يوم الجمعة ٢٤ رجب ٢٥٥ هـ شديد الحر وكانت شمس تموز تصب لهيبها (٩٩) فتشتعل الأرض جمراً أما ساحات القصور المبلطة بالرخام فانها تستحيل الى جحيم لا يطاق.
ساد القلق بعض أوساط الشيعة حول مؤامرة اغتيال الامام وتنفيذها في الطريق المؤدية الى الكوفة.
وكتب بعضهم الى الامام حول ذلك فصدر توقيعه مطمئناً في رسالة موجزة : « الذي سمعتموه تكفونه » (١٠٠).
وفي يوم الأحد ٢٦ رجب استنجد المعتز بوالدته وطلب منها مبلغ خمسين ألف دينار لتهدئة الوضع المتفجر ... رفضت قبيحة طلب ابنها متعللة بأنها لا تملك هذا المبلغ وطلبت مهلة ريثما تصل إيرادات الدولة من الاقاليم .. ولكنها في الحقيقة كانت تعوّل