الرقابة الشديدة والحصار الذي عرض أسرة الامام الى ضائقة معاشية خطيرة .. ولكن عثمان بن سعيد العمري استطاع الاتصال متظاهراً ببيع السمن بعد أن احترف تجارة الزيوت تغطية لتحركاته ١١٩.
وفي عصر يوم من أيام حزيران ، وفيما كانت أنباء التمرّد العسكري في الكرخ تقلق بال الجميع تسلم كافور الخادم بعض زقاق الزيت فيما وقف عثمان بن سعيد قرب الباب متظاهراً بانتظار أفراغ زقاق السمن.
في قلب السمن وجدت صرار من النقود المسكوكة دراهم ودنانير كما وجدت رسالة قادمة من مدينة قم التي تعيش ظروفاً مأساوية منذ المذابح التي نفذها القائد الدموي « مفلح » (١٢٠).
استجاب الامام لرسالة الاستغاثة بأن وجه انظار أهالي قم الى القدرة المطلقة فسطر اليهم دعاءً مؤثراً جاء وثيقة إدانة لسياسات الحكم العباسي الغاشم كما كشفت عن تحليل عميق لوقائع ما يجري آنذاك (١٢١).
في هدأة الليل انسابت الكلمات المنقوعة بالايمان الخالص والأمل الكبير فاذا هو دعاء يلتهب بحرارة الوجدان الانساني الذي يهتز لآلام المقهورين والمستضعفين.
ـ الحمد لله شكراً لنعمائه ، واستدعاءً لمزيده ، واستجلاباً لرزقه ، واستخلاصاً له..