من النوم سوى لحظات .. وكيف له أن ينام وهو يترقب ميلاد البشارة .. بشارة الرسالات القديمة ..
في هذه الليلة المباركة سيولد شبيه موسى بن عمران وعيسى بن مريم ..
أدت السيدة حكيمة وردها في غمرة الليل .. وعندما جلست تسبح لله .. هبت نرجس من رقادها تغمرها حالة من ذعر وترقب ..
غادرت الحجرة تسبغ الوضوء لصلاة الليل ..
كانت السيدة حكيمة تراقبها طوال الوقت ولم يكن يبدو عليها أي من آثار الحمل..
الفتاة الطاهرة مستغرقة في العبادة وشلال من الصلاة يتدفق في جنبات المكان .. وقد غمرت الفضاء أنفاس السحر الندية ..
لحظات السحر الأخيرة .. لحظات لا تنتمي لليل ولا للنهار ..
الفجر الأول على وشك الانفلاق .. وقد نفذ صبر العمة المؤمنة .. خرجت لتنظر الى السماء وقد تداخلها شك في وعد الأمام .. هتف الامام من مصلاه في فناء البيت وقد اشتد سطوع النجوم :
ـ لا تعجلي يا عمة .. فان الأمر قد قَرُب!!
وفيما هي تهم بالعودة ناداها الأمام :
ـ لا تشكّي ..