شعرت المرأة بالخجل من طبيعة مشاعرها وهي المرأة التي نشأت في دفء أهل البيت ..
وفي باب الحجرة وقعت عيناها على نرجس مذعورة خاطبتها العمة بلهفة :
ـ هل تحسين شيئاً يا ابنتي؟
ـ نعم يا عمة! اني أجد أمراً شديداً.
قالت حكيمة وهي تهدي من روعها :
ـ اسم الله عليك .. اجمعي نفسك ... واجمعي قلبك .. فهو ما قلت لك ..
ـ أنا خائفة يا عمة!!
ـ لا خوف عليك يا ابنتي.
وقادت السيدة حكيمة الفتاة الطاهرة سليلة مريم البتول الى وسط الحجرة.
والقت لها وسادة واجلستها برفق استعداداً للحظة الميلاد الموعودة ..
كانت السيدة حكيمة في حال يرثى لها ، وعرق جبينها بسبب ما تبذله من جهد للسيطرة على مشاعرها التي راحت تضطرم في أعماقها ..
ان لحظات الميلاد تقترب سوف يأتي الى الدنيا الصبي الذي بشرت به الأنبياء ..