أمسكت نرجس بيد العمة الطيبة وراحت تعصرها عصراً شديداً .. إنها لحظات المخاض الكبير ..
انطلقت أنه تجسد كل آلام الميلاد ... الفضاء يغمره جو غريب لم تألفه من قبل أنها تكاد تحس خفق أجنحة الملائكة ..
وخيل اليها أنها تسمع همهمة تشبه تلاوة لآيات القرآن ..
السيدة حكيمة تكاد تفقد توازنها .. وسمعت الامام يناديها من وراء الحجرة :
ـ اقرأي عليها سورة الدخان
وراحت السيدة حكيمة تتلو آيات الدخان :
بسم الله الرحمن الرحيم
حاء ، ميم ... والكتاب المبين .. انا انزلناه في ليلة مباركة .. إنا كنا منزلين .. فيها يفرق كل أمر حكيم ...
غمر فضاء الغرفة جو عجيب .. وكانت نرجس تطلق أنات الميلاد وتعصر بشدة كف السيدة الطيبة ... فجأة انبثق نور بهر عيني السيدة ولم تعهد ترى ما حولها .. فكأن نرجس نفسها قد اختفت ..
دق قلبها خوفاً .. وهبت صوب باب الحجرة تستنجد بابن اخيها ..
كان الامام على مقربة من الباب فنادى عمته :
ـ ارجعي يا عمة .. انك ستجدينها في مكانها ..