كان وجه نرجس يسطع نوراً سماوياً .. وبدت وكأنها مريم ابنة عمران وقد جاءها المخاض عند جذع النخلة ..
ورأت الصبي متلقياً الأرض بهيئة السجود ..
كان نظيفاً .. طاهراً ليست فيه آية آثار الميلاد ..
كلؤلؤة تشع على شاطىء بحر .. أو كقطرة ندى تتألق فوق زهرة في أول الفجر...
وكان الأب ينظر الى السماوات وقد بدت النجوم قلوباً تنبض بالأمل ..
الصبي القادم من رحم البشارات يحمل ملامح النبوات الغابرة .. يحمل من موسى بن عمران خشية الفرعون ، وكان يبحث عنه جنيناً .. ويحمل من المسيح عيسى بن مريم كلماته في المهد صبياً ... ويحمل من نوح عمره الطويل ومن ابراهيم فأسه التي هشم بها وجوه الآلهة المزيفة ومن محمد الأمين اسمه وكنيته ورسالته ...
اخذت حكيمة الصبي الطاهر بكتفيه وضمته الى صدرها وأجلسته في حضنها .. وناداها الأب بلهفة من يريد رؤية الوليد المبارك :
ـ هلمي اليّ بإبني ياعمة.
وحملته السيدة حكيمة وقد غمرتها حالة من الخشوع لكلمة الله ووعده الصادق.