وليده الحبيب .. الى وجهه الذي يتلألأ كالقمر ..
فوجيء الاشعري بالذي نطق في المهد صبياً ، يقول :
ـ أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من اعدائه .. لا تطلب أثراً بعد عين .. يا أحمد بن اسحاق!!
شعر الرجل الاشعري بحالة من الخشوع تغمر قلبه ووجوده انه الآن أمام الانسان الذي قُدّر له أن يولد في الزمن المرير .. أمام صبي يحمل ملامح من الانبياء أضاءوا التاريخ .. أمام صبي في قصته شيء من موسى وقد ولد في زمن الفرعون .. ومن عيسى المسيح وقد نطق في المهد صبيا .. ومن جده محمد اسمه وكنيته ورسالته الأخيرة .. ولكن ما الذي يحمله من الخضر يا ترى .. تساءل الأشعري فقال الذي عنده علم الرسالات القديمة :
ـ طول الغيبة يا احمد!
ـ وان غيبته لتطول يا بن الرسول؟!!
قال الامام وهو يغمر الصبي بنظرات دافئة :
ـ أي وربي حتى يتراجع عن الايمان به اكثر القائلين به ، فلا يبقى الا من أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه ..
وسكت لحظات ثم قال وهو يصوب نظراته الى الرجل المؤمن :
ـ يا أحمد بن اسحاق هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله