كان الأشعري مبهوراً بما يرى وقد اعتملت في اعماقه مشاعر استفهام فهذا الصبي يبدو عليه أنه قد تعدى العامين من العمر وكان يتصور أنه ولد قبل شهرين أو ثلاثة!
أدرك الامام ما يموج في أعماقه فقال :
ـ « ان أولاد الانبياء والاوصياء اذا كانوا ائمة ينشأون بخلاف ما ينشأ غيرهم ، وأن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة » (١٣٩).
ظل الاشعري مأخوذاً بمنظر صبي وجهه يتلألأ كقمر بهي تحيطه هالة شفافة من النور ، قال الامام :
ـ يا أحمد بن اسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ..
اسمه اسم رسول الله .. وكنيته كنية رسول الله .. وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ..
سكت الامام لحظات واستطرد قائلاً :
ـ يا احمد بن اسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر ومثله مثل ذي القرنين .. والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه الله للدعاء بتعجيل فرجه.
قال الاشعري :
ـ يا مولاي فهل من علامة يطمئن بها قلبي نظر الامام الى