مترقباً حضوره في هذه اللحظة!
كان الأشعري قد هيأ مقدمة مناسبة لطرق الموضوع الذي تجشم عناء السفر من أجله ، وهو السؤال عن الذي ينهض بالامامة؟
وفوجئ الرجل بالامام يبتدأ الكلام قائلاً :
ـ يا أحمد بن اسحاق ان الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض خلق آدم ولا يخليها الى أن تقوم الساعة من حجة على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث ، وبه تخرج بركات الأرض ...
وجد الاشعري الفرصة مناسبة فقال :
ـ يا ابن رسول الله! فمن الامام والخليفة بعدك؟
ابتسم الامام ونادى :
ـ ماريا!
وجائت جارية تحمل شيئاً مغطى قال الامام وقد طفحت فرحة أمل على وجهه :
ـ اكشفي عن وجهه!
ازاحت الفتاة منديلاً ناصع البياض أسفر وجه بهي لصبي بدا في الثانية من عمره ... عينان تتألقان بنور شفيف وملامح عربية أصيلة وما زاده جمالاً استقرار خال على خده الايمن قريباً من الفم.