١٩
العالم الاسلامي المترامي ، الأطراف يعيش نهايات سنة ٢٥٦ هـ وقد بدأت الاستعدادات لموسم الحج في المدن والحواضر البعيدة.
اما سامراء فقد كانت تشهد مراسم توديع الخليفة للقائد موسى بن بغا الذي ترأس الحملة الكبرى لقهر الحسن بن زيد العلوي بعد أن تفاقم خطره خاصة اثر سقوط مدينة الري في قبضته ..
وكانت المؤشرات السياسية داخل العاصمة تؤكد أن مقاليد الحكم قد باتت في يد طلحة بن المتوكل الذي عرف بالموفق ، وأن المعتمد بشخصيته الضعيفة لا يستطيع الحد من نفوذ أخيه المتنامي فالاتراك يميلون اليه منذ نجاحه في حصار بغداد سنة ٢٥١ هـ وارغامه المستعين على التنازل.
ولو كان حاضراً أبان الحوادث التي أدت الى سقوط المهتدي ومصرعه لسمي خليفة ، ولكنه كان منفياً في مكة ، ولهذا الحّ الاتراك فور تسمية المعتمد خليفة على استدعائه من مكة