حضور الموفق .. وما لبث حرسه الخاص أن اصطفوا على امتداد الرواق المؤدي الى مجلس رئيس الوزراء.
نظر الامام الى رئيس الوزراء نظرة لها معنى فوجوده في هذا المكان قد يثير هواجس « الموفق » المعروف بحساسيته تجاه العلويين خاصة في هذه الظروف .. أدرك ابن يحيى رغبة الامام فقال :
اذا شئت جعلني الله فداك!
ونهض اجلالاً له وعانقه .. وأمر الحاجب بمرافقة الامام الى باب فرعية ... وأخذ الامام طريقه خلف الحرس المصطفين كالتماثيل استعداداً لحضور الموفق الذي وصل تواً.
ما إن استقر الموفق في مجلسه حتى دار الحديث حول ثورة الزنوج التي اصبحت تشكل تهديداً خطيراً للدولة .. وانصبّ الاهتمام حول التجهيزات العسكرية اللازمة وضرورة ان يعلن ابن الرضا مواقفه من مزاعم قائد الزنوج حول حقيقة انتسابه الى الامام علي عليهالسلام واكد على ضرورة حضور ابن الرضا في مراسم توديع الحملة العسكرية المزمع تنفيذها بعد أيام ..
مضت أيام ثم تقرر الموعد النهائي لاجراء مراسم توديع الموفق قائداً عاماً للجيوش الزاحفة صوب مدينة البصرة لاخماد ثورة الزنوج .. وخلال تلك المدة صدر عن الامام الحسن اعلانه الهام في موقفه من قائد الثورة التي استحالت الى فتنة هوجاء ، وتناقل