يشبهه خلقاً وخلقاً.
كان مجلس رئيس الوزراء ذلك الصباح حافلاً ومهيباً .. وكان عبيد الله بن يحيى جالساً وقد هيمن صمت مهيب هو انعكاس لسطوة الرجل وهيبته .. وما اضفى الرهبة في المكان انتصاب حرسه شديد كتماثيل منحوتة من صخور قاسية .. حتى نجل رئيس الوزراء أحمد هو الآخر كان واقفاً خلف والده بإجلال ..
ولج الحاجب ليقول بعد أن انحنى أمام الرجل المهيب :
ـ أبو محمد ابن الرضا بالباب ينتظر الإذن؟!
هتف ابن يحيى بصوت يسمعه الضيف الكريم.
ـ إئذنوا له!
وظهر الامام الحسن بقامته الأخاذة ووجهه الأسمر وبالرغم من أن سنه كان في الرابعة والعشرين الاّ ان ما ينوء بحمله قد أشعل بعض الشيب في ذقنه مما أضفى عليه وقاراً..
وهب رئيس الوزراء لاستقباله وقطع بعض الخطى مبالغاً في احترامه وصافحه بحرارة ثم عانقه وقبل جبينه وأخذ بيده ليقوده الى مصلاه.
فغر أحمد فاه من الدهشة وهو يرى سلوك والده الذي لم يبدر منه حتى مع « الموفق » رجل الدولة القوي ، والقائد العام للجيوش العباسية.
لم يكن قد مضى وقت على اللقاء عندما أعلن الحاجب عن