٢٠
كان ذلك الصباح من ربيع الاول سنة ٢٥٨ هـ أخريات خريف سنة ٨٧١ م حافلاً فقد تدفق سكان سامراء لحضور مراسم توديع الخليفة المعتمد لأخيه الموفق .. وقد وجد الشيعة في هذه المراسم فرصة لرؤية الامام الحسن فربما يحظون بلقاء عابر معه في الطريق .. ولذا وقف بعضهم في الطريق بين « درب الحصا » حيث يوجد منزل الامام وبين « الجوسق » قصر الخلافة المهيب والذي يدعى « باب العامة ».
وقد بدا إن « سوق الغنم » الذي يقع في الطريق كان افضل مكان لانتظار موكب الامام ..
كان « محمد بن عبد العزيز البلخي » واقفاً يتظاهر بأنه جاء لشراء ما يلزمه من السوق فيما كان يختلس النظر بين القينة والأخرى صوب نقطة في بداية منعطف على اليمين ..
وظهر موكب الامام .. ولاح ابن الرضا بوجهه الأسمر الوسيم بعينيه الواسعتين لكأنهما نافذتان تطلان على عالم زاخر بالسلام ..
كان الامام يركز نظراته على نقطة ما يبدو لمن يراه أنه ينظر