الى عُرف بغلته ..
كان البلخي ينظر الى الامام مأخوذاً بهيبته .. إنه ينظر الى سليل الانبياء ... فهذا الانسان هو الوحيد الذي يحمل الأمانة .. انه حجة الله على العالمين ومن إفترض الله طاعته على العباد .. وكاد الرجل أن يهتف : يا أيها الناس! هذا حجة الله فاعرفوه!
لكنه فوجىء بالامام يرسل اليه نظرة عندما اصبح قريباً بل إنه أومأ باصبعه ووضعها على فمه أن اسكت ولم يتمالك « البلخي » أن هب اليه ليطبع قبلة على ركبته فهمس الامام بصوت خافت فيه حزن الانبياء :
ـ أما أنك لو اذعت لهلكت .. انما هو الكتمان أو القتل فابقوا على أنفسكم (١٤٣)!
أجل ايها البلخي هذا زمن يصلب الانبياء .. ورياح الزمهرير تحاصر الفراشات القادمة وهي تبشر بالربيع ... لقد ولد الذي سيظهر لينقذ الناس من نير الظلم والقهر والعبودية ويغسل الأرض من الآثام .. فانتظر!
انضم موكب الامام الى موكب الخليفة الكبير وبدأت مراسم توديع « الموفق » القائد العام للجيوش العباسية ، وقد بدأت المراسم من « باب العامة » الى ضواحي سامراء بالقرب من قصر « بركوارا » ١٤٤ على شاطىء دجلة (١٤٥).
اجتاز موكب الخلافة البساتين في ضواحي سامراء وهناك