ودّع الخليفة أخاه الموفق وأركان حربه كما شارك الامام في مراسم التوديع ..
وصادف ذلك اليوم حضور وفد من الشيعة ، قادم من مدينة الأهواز فوجد في المراسم فرصة مناسبة للقاء دون عراقيل ومضاعفات .. فالامام الحسن وخاصة في تلك الايام لم يكن يفضل اللقاءات المباشرة وكثيراً ما يحتبس عن الناس لأسباب غامضة .. فالذين كانوا يسعون الى لقائه يتعرضون الى مراقبة وربما الى مطاردة تسبب لهم عناء هم في غنى عنه ..
كما انه يحاول تعويد اتباعه على قبول فكرة الارتباط بالامام الغائب .. ولذا كان يوصى دائماً بالاتصال بوكيله « عثمان بن سعيد العمري » الذي يشتغل في تجارة الزيت..
كانوا يتحدثون فيما بينهم فقال أحدهم :
ـ ربما لا يكون طريق العودة من هنا .. من يدري؟
علق آخر :
ـ أجل هذا صحيح
وقال :
ـ الأفضل أن ننتظره في ثلاثة طرق .. فإن رجع في أحدها رآه رجل منّا ..
وشاء القدر أن يعود موكب الخليفة من طريق يخترق البساتين ..