لاح الامام لهم والتفت نظراته نظراتهم ..
ابتسم الامام لهم وهو يرفع قلنسوته ويمسح على رأسه بكفّه ثم يعيد القلنسوة فهتف رجل من أعضاء الوفد :
ـ اشهد انك حجة الله وخيرته
ودهش اصحابه فتساءلوا :
ـ ما شأنك؟
أجاب الرجل :
ـ كنت شاكاً في إمامته فقلت في نفسي إن رجع وأخذ قلنسوته من رأسه قلت بإمامته ..
قال أحدهم :
ـ هيا بنا ننتظره في درب آخر ، فإن فعل مثل ذلك قلنا جميعاً بامامته ما رأيكم؟!
هز الرجال رؤوسهم ، وانطلقوا من خلال البساتين مسرعين صوب منعطف في الطريق لا بد وأن يمر به الموكب ..
كان المكان الذي وصلوا إليه مزدحماً بسبب تجمع الكثير من ذوي الحاجات .. ولاح الامام الذي ما إن التقت نظراته بهم حتى مد يده ليرفع قلنسوته مرة أخرى ثم يعيدها..
وقال : مبتسماً وقد مر بحذائهم :
ـ كم هذا الشك؟!
هتف رجل بخشوع وقد أسلم قلبه للحقية :