ـ يرحمك الله!
ابتهجت نسيم لكلمات تبشرها برحمة الله ..
وقال الصبي مستأنفاً :
ـ ألا أبشرك بالعطاس؟ هو أمان من الموت ثلاثة أيام (١٤٦).
خفت السيدة حكيمة لاحتضان الطفل المعجزة لكأنها تحتضن الجنة بكل أريجها وعبيرها .. وزهورها الخالدة ..
وجلست السيدة حكيمة عند نرجس وشعرت ان هذه الفتاة الطاهرة قد انتخبتها السماء لتكون أما لأكرم مولود .. وتوهجت في ذاكرتها تفاصيل رحلتها المثيرة وكيف وصلت سامراء على قدر .. كلما نظرت اليها خيل اليها أنها ترى طيفاً لمريم ابنة عمران أو « يوكابد » أم موسى .. أو أُمّاً لنبي أو رسول ..
طرق جعفر الباب بعد أن وجده مغلقاً من الداخل وحدس « ظريف الخادم » هوية القادم فقال لـ « ماريا » ذلك وأمر الامام ولده أن يدخل غرفة خصصت له .. فامتثل الصبي الطاهر وتوارى خلف ستائر الباب ودخل جعفر المنزل واتجه الى حجرته في اقصى اليسار من البيت .. وانتابت طريف هواجس : ماذا لو أراد جعفر أن يدخل الحجرة التي توارى فيها « الحجة » .. قال الامام الحسن لظريف وقد أدرك ما يدور في خلده :
ـ انظر من في البيت؟
دخل الخادم الحجرة وفوجىء بها خالية .. أين اختفى