ميممة وجهها صوب البيت العتيق .. وانضمت السيدة النوبية مع حفيدها الى إحدى القوافل يرافقها الوكيل أبو علي أحمد بن محمد بن مطر ...
كانت رياح الخريف تهب باردة تنذر بشتاء جاف قارس البرد والسماء مسرحاً لغيوم ممزّقة كسفن حربية خسرت الحرب فهي تحاول الفرار ..
وفي بعض المحطّات الكبرى حيث تلتقي بعض طرق القوافل لتشكل فيما بعده جادّة رئيسية يلتقط الحجيج أنفاسهم ، أو يتزوّدون بما يلزمهم من الماء والطعام حيث يعدّ الخبز عماد ذلك .. ولكن السؤال الأكثر الحاحاً هو توفر المياه في المحطّات القادمة وهواجس الأمن ففي مواسم الجفاف والقحط تصبح قوافل الحج عرضه لقطاع الطرق وغارات اللصوص ..
وصلت القافلة التي انطلقت من سامراء منطقة « القرعاء » (١٥٨) وهناك حطّت الرحال .. وفي المساء دارت الأحاديث حول موسم الحج هذا العام ..
الأعراب الذين يسكنون اليوادي هناك خوّفوهم من العطش .. وموسم الأمطار كان شحيحاً لم يغادر إلاّ عن غدران صغيره سرعان ماجفت وان القوافل قد تتعرض الى غارات اللصوص ..
وتبادل الناس نظرات قلقة وسادت الحيرة الوجوه .. وكان قادة القوافل الذين خبروا السفر في الصحاري يدركون أخطار هذه