تجشأ جعفر وقال الامام الحسن بأدب :
ـ أنا الحسن بن علي وهذا جعفر بن علي ..
وخف الرجل ليطلع ابا هاشم على هوية السجين القادم ..
هب أبو هاشم لاستقبال أبي محمد وقبله في جبينه.
وقدم له فراشه القطني ليجلس عليه وجلس جعفر قريباً من أخيه .. وبرقت عيناه .. لقد كان سكران فيما يبدو إذ هتف باسم جاريته صائحاً : واشطناه.
ظهر الحزن على وجه أخيه الطاهر الذي زجره قائلاً :
ـ اسكت!
وسرعان ما غلب النوم جعفراً فنام جالساً (١٦٠)!
ولم يكتم أبو هاشم الجعفري فرحته بلقاء الامام .. حتى لوفي السجن .. لقد مرّت عليه سبع سنوات عجاف ولم يزل حبيس السجن منذ اعتقاله بأوامر شخصية من المعتز سنة ٢٥٢ هـ
اكتشف الامام وهو يستعرض السجناء وجود جاسوس خطير مكلّف بنقل التقارير الى السلطات .. وتراه يفعل المستحيل وهو يتظاهر بأنه علوي.
كانت الزنزانة تضم كلاً من أبي هاشم الجعفري والحسن بن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمري قال الامام محذّراً إياهم.
ـ لولا ان فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم؟
قال ذلك وهو يومي الى رجل يتظاهر بالنوم ولكنه في