الحقيقة قد أرهف أذنيه ليسجل كل ما يقال ..
قال الامام وهو يشير اليه :
ـ هذا ليس منكم فأحذروه فإن في ثيابه سجلاً يكتب فيه الى السلطان ما تقولونه..
فارت الدماء في عروق أحد السجناء وجره من تلابيبه وعندما قام بتفتيشه وجد تقريراً خطيراً جاء فيه ان السجناء يفكّرون بحفر نفق للفرار من السجن اضافة الى اتهامات أخرى خطيرة (١٦١).
أشاع وجود الامام دفءً بين السجناء باستثناء جعفر الذي كان يتصرّف بطريقة لاتليق به كإنسان نشأ في بيت طاهر ..
أمر عجيب أمر جعفر أبوه امام وأخوه امام .. وهاهو شبيه في سلوكه ابن نوح! ففي زمن مرير مثل هذا الزمن حيث أمواج الحياة الصاخبة تغرق كل الأشياء الجميلة ترى جعفر يسبح بعيداً عن سفينة الانقاذ متجهاً الى جبل من سراب ليعصمه من خطر الأمواج المتلاطمة!
وفي المدينة المنورة كانت والدة الأمام تخرج كل يوم الى الجبل تتنسّم اخبار العراق.
وفي مطلع شهر صفر يصلها خبر اعتقال ولدها (١٦٢) فتعود أدراجها الى المنزل وتحتضن حفيدها ذكرى ولدها الغالي وأملها الباقي ..
حدثت في السجن ضوضاء بعد أن تناهى الى الجميع