٢٥
في إحدى ليالي كانون الأول من سنة ٨٧٣ أخريات شهر صفر سنة ٢٦٠ هـ وفي ساعة متأخرة من الليل يعود من المدينة المنورة الوكيل« أحمد بن محمد بن مطهّر » وبمعيّته الصبي البشارة وجدّته فيلجون بحذر منزلاً في « درب الحصا » (١٦٨) وشاء القدر أن يعود جعفر الى المنزل بعد ليلة ساهرة قضاها مع شلّة من رفاق السوء (١٦٩) ..
وبالرغم من سكره الخفيف فقد استيقظت في نفسه الأمارة بالسوء رغبات مجنونة في أن ينبه البلاط مرّة أخرى على وجود الصبي الذي ينتظره الجميع اصدقاء واعداء ..
إنّه يستطيع أن يصطاد عصفورين بحجر واحد .. سوف يكون الوريث القانوني الوحيد لكل ممتلكات أخيه .. وسوف يتقرّب الى البلاط ويكون أحد المسؤولين في دولة .. ويكون في مقدره الجلوس في مكان أخيه (١٧٠) ... سوف يصبح إماما للشيعة وستتدفق انهار المال والحقوق الشرعية فيعيش رغداً يلهو ويلعب!