ودمعت العيون للصوت الحزين يصلي على الراحل كان ذهن أبي الأديان متوتراً للمفاجأة ..
انه يشهد أولى علامات الامام الحق .. لقد أخبره الراحل : ان الذي سيصلي عليّ هو الامام .. بقيت علامتان ..
الأولى أن يطالبه الصبي بالرسائل الجوابية التي يحملها من المدائن ..
تمت مراسم الصلاة والتفت الصبي الى أبي الأديان قائلاً :
ـ يا بصري هات جوابات الكتب التي معك!
لم يكن هناك مجال للشك ، وسلم أبو الأديان مجموعة من الرسائل الى الصبي الذي اتجه نحو ستائر إحدى الحجرات ليتوارى وراءها .. تقدم رجل نحو جعفر الذي ما يزال حانقاً .. أراد أن يحرجه أكثر فقال له متسائلاً :
ـ يا سيدي من الصبي؟!
أجاب جعفر بحنق :
ـ والله ما رأيته قط ولا أعرفه!!
وارتسمت على وجه الرجل ١٨٠ ابتسامة ساخرة من هذا الذي يدعي ما ليس له .. وها هو يتراجع أمام صبي يبدو عليه أنه في التاسعة من عمره .. إنها قوة الحق التي لن يصمد أمامها جعفر وامثال جعفر حتى لو كان من ذرية الامام!