كانت المفاجأة لا تزال تسيطر على بعضهم خاصة الذين رأوا الصبي لأول مرة ..
وحدثت ضجة خارج المنزل .. لقد وصل أخو الخليفة وممثله في مراسم التشييع والصلاة الرسمية ..
استقبل جعفر مبعوث الخليفة وأخاه أبا عيسى بن المتوكل الذي نقل تعازيه وتعازي الخليفة بالمناسبة ..
وحمل النعش الذي ما كاد يغادر المنزل حتى استقبل بالبكاء والنحيب .. لقد رحل السلام .. رحل الانسان الطاهر .. كحمامة بيضاء شهيدة كان النعش المحمول يسير باتجاه المسجد الجامع مخترقاً الشارع الرئيسي المعروف بشارع أبي أحمد ..
نسائم كانون الباردة تلفح الوجوه في يوم غائم كئيب .. وكانت مشاعر مزعجة من الاحساس بالغربة واليتم تغمر القلوب الحزينة لكأن الامام شمس تبعث الدفء والنور فإذا غاب غمرت الظلمات النفوس ..
وتذكر الناس يوماً حزيناً قبل ستة أعوام يوم شيعوا والد هذا الانسان الطيب الذي وافاه الأجل وهوفي ريعان الشباب ..
وتساءل البعض في دهشة عن سر وفاته؟! انه لم يشتك من علة قبل ذلك فما الذي حصل؟! لقد اعتادت سامراء على هذه الظاهرة .. كثيرون لقوا حتفهم في ظروف غامضة!