وُضع النعش قريباً من جدران المسجد لاقامة الصلاة وتقدم مبعوث الخليفة وأخوه الى النعش وكشف عن وجه الراحل ليبدد هواجس قد تراود بعض الناس ويدفع شبهة الاغتيال عن الدولة فأعلن أمام شخصيات البيت الهاشمي من العباسيين والعلويين ، وقادة الجيش وكبار موظفي الدولة والبلاط قائلاً :
ـ هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان .. والقضاة فلان وفلان ومن الاطباء فلان وفلان وراح يستعرض الشخصيات التي امضت الليالي الأخيرة في منزل الامام لأهداف غامضة .. ثم غطى باحترام وجه الراحل العظيم (١٨١).
وأُقيمت الصلاة على الجثمان الطاهر ليحمل مرة أخرى ويعود الى المنزل الواقع في « درب الحصا » وهناك سيوارى الثرى الى جانب والده الراحل تنفيذاً لوصيته.
وبدا ذلك اليوم الغائم اشبه بيوم القيامة (١٨٢) وقد حشر الناس ضحى فالأمواج البشرية تتدافع لتلمس النعش الطاهر تبركاً لكأنها تمد يداً تصافح رسول الله ..
القلوب يغمرها الأسى وإحساس بالفجيعة يملأ صدور المؤمنين .. ويلج النعش منزل صاحبه وفاحت رائحة الثرى المعطور حيث سيرقد الامام الى جانب والده .. لقد وصلا معاً هذه