منها وقال مبدداً سحب الحيرة التي اكتنفت نفوسهم :
ـ جملة المال كذا وكذا دينار حمل فلان كذا وفلان كذا .. وراح يستعرض تفاصيل ما جاءوا به .. بل تعدى وصفه للدواب التي حملتهم ..
ألقى أبو العباس نفسه على الأرض ساجداً لله الذي أنعم عليه برؤية إمام عصره ..
ولم يبق من مجال للشك فقرروا العودة الى محط رحلهم واحضار الأمانات ..
وفي لحظات الوداع أمرهم الامام بعدم المجيء الى سامراء مرة أخرى وأنه سوف ينصب لهم وكيلاً في بغداد يحملون اليه الأموال وتخرج عنه التوقيعات ..
كما دفع الامام الى أبي العباس شيئاً من الحنوط والكفن وخاطبه معزياً :
ـ أعظم الله أجرك في نفسك ..
فرد الرجل الوقور بسكينة المؤمن :
ـ انا لله وإنا إليه راجعون.
ولم تكد القافلة تصل هضاب اقليم همدان حتى توفى الرجل الى رحمة الله (١٨٤).
وكان حصاد موسم الجفاف خلال العامين المنصرمين قحطاً وغلاء فاحشاً في الاسعار اكتوت بناره بغداد فاشتعلت مخيلة