مراتبهم ، ولا غير سلطان .. وان لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا (١٨٦) ..
وقام رئيس الوزراء بحركة توحي بانتهاء اللقاء فنهض جعفر يجر أذيال الخيبة .. واصدر عبيد الله بن يحيى تعليمات مشددة بعدم استقباله مرة أخرى لكن جعفر بذهنه المريض انتبه الى شيء!
فما دام الخليفة يخشى الامام ويطارد الذين يقولون بإمامة أخيه وأبيه فلماذا لا يسعى الخليفة الى تنصيب جعفر اماما على الشيعة وبهذا يكون أبطل الامامة وفرض هيمنته على الشيعة؟!
من أجل هذا انطلق صوب الخليفة وعرض عليه اقتراحه ولوّح له بنفس المبلغ الذي عرضه على رئيس وزرائه قال الخليفة وهو يضع النقاط على الحروف فلا داعي للتستر أمام جعفر :
ـ اعلم ان منزلة أخيك لم تكن بنا .. انما كانت بالله عز وجل .. ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه .. وكان الله عز وجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة لما كان له من الصيانة وحسن السمت والعلم وكثرة العبادة ..
فإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك الينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك لم نغن عنك في ذلك شيئا (١٨٧) ..
ان ما قاله الخليفة يعدّ اكبر اعتراف بعدالة قضية الامام الراحل .. ولم يكن الخليفة ليكون بهذه الصراحة لولا أن مخاطبه