كان جعفر بكل سخافاته وحماقاته!؟
شيء واحد حصل عليه جعفر هو تأييد الخليفة له باعتباره الوريث الشرعي لتركة الامام الحسن .. ان لدى السلطان قناعة ظاهرة في أن الامام الحسن قد توفى ولم يخلف وراءه ولداً وهذا أقصى ما يطمح اليه (١٨٨).
لقد انتهت الامامة إذن ولم يعد هناك من إمام بعد اليوم!
أدت الحوادث العاصفة باسرة الامام الى أن تلزم أم الإمام الحسن وزوجة الامام الهادي فراش المرض ، فقد توفى ابنها الحبيب واعتقلت زوجته واضطر حفيدها الى الاختفاء ، وها هو جعفر لا ينفك يتآمر لتمزيق أسرة أخيه الراحل ..
نقلت الجدة الطيبة الى منزل السيدة حكيمة شقيقة زوجها الراحل لتمريضها ولكن وقع الحوادث وقلقها على مصير حفيدها قد جعلها هدفاً سهلاً لسهام القدر ..
وفي لحظات الاحتضار أوصت أن تدفن الى جانب زوجها وابنها الإمامين الراحلين (١٨٩) ..
ومرّة يقف جعفر موقف النذالة إذ يرفض دفن هذه المرأة الصالحة صارخاً :
ـ هي داري لا تدفن فيها!
وفي مثل هذه اللحظات المصيرية ، يتوجب على الصبي الطاهر أن يظهر مباغتاً جعفر بسؤال استنكاري شديد اللهجة :