ـ يا جعفر! دارك هي؟!
ان الصبي لن يدعوه بعد اليوم بالعم .. لقد انسلخ جعفر من قبيلته ودينه وحتى انسانيته ..
وبرقت عينا جعفر بالشرور والغدر وأراد الامساك بالصبي الذي توارى بين الناس ، فيما ظل جعفراً حائراً ..
وانطلق الصبي الإمام الى مكان ما فلن يعرف مكانه أحد!
سواف يواكب حركة التاريخ والزمن ، اما علاقته بشعبه فسوف تكون عن طريق تاجر الزيت ذلك الرجل الصالح الذي نذر حياته لعقيدته ومبادئه .. وسيعرف الناس أن عثمان بن سعيد العمري هو السفير الأول بين المهدي وامته .. انه من السمو بحيث نال ثقة الامام علي الهادي وابنه الحسن العسكري وها هو اليوم يصبح أول سفير للامام المهدي الذي قرر الاختفاء عن الانظار منذ وفاة والده .. وكيف لا يحظى بهذه المنزلة وهو الذي تولى توزيع عشرة آلاف رطل من الخبز وعشرة آلاف رطل من اللحم على الفقراء والجائعين يوم ولد المهدي .. وهو الذي أمره الامام الحسن بأن يعق عن الحجة بعشرات الأضاحي (١٩٠).
وهو الذي تولى تغسيل الامام الراحل وتجهيز نعشه بأمر من الامام المهدي الذي لم يكن بوسعه أداء هذه المهمة (١٩١).
ما يزال بلاط الدولة تراوده الظنون في وجود المهدي الموعود الذي سيظهر ويقوض أركان حكمهم الى الأبد ..