فأمّه ما تزال رهن الاعتقال رغم مرور شهور عديدة على اعتقالها ووضعها تحت المراقبة لأنهم يتصورون ان ابنها سيتصل بها وعند ذاك سوف يُلقى القبض عليه ..
ولكن الامام كان حذراً في اتصالاته ... وفي تلك الفترة صدر توقيع عنه يفيد بتحريم ذكره باسمه في المحافل :
ـ « ملعون ملعون من سمّاني في محفل من الناس » (١٩٢).
وكان أول إجراء اتخذه الامام أن أمر سفيره بنقل نشاطه الى بغداد .. فبغداد مركز تجاري كبير ، ومن الصعب على الجواسيس مراقبة ما يجري فيها من اتصالات تتخذ من التجارة غطاءً لها .. ومنذ ذلك الوقت لم يعد أحد يرى عثمان بن سعيد يتردد على سامراء كما كان الحال في زمن الامام الحسن بل ان الامام نفسه سوف يرتدي زي التجار (١٩٣).
وخلال الفترة من عام ٢٦٠ الى عام ٢٦٣ هـ تلاحقت الأحداث بشكل خطير فقد بدأ الامبراطور باسيل الأول سلسلة من الغارات استهدفت المدن الحدودية الاسلامية ، كما شن الأعراب غاراتهم على مدينة حمص وحدثت قلاقل في مدينة الموصل سببها عدوان الجنود على الأهالي وانتهاكهم الأعراض ..
وفيما كانت المعارك مع الزنوج مستمرة ، اندفع الخوارج في هجومات جديدة بقيادة مساور الشاري وفي الشمال الافريقي حدثت انتفاضة شعبية ضد حكم احمد بن طولون في منطقة برقة