قمعت بوحشية وفي تلك الفترة العاصفة ايضاً رأى يعقوب بن ليث الصفار مؤسس الدولة الصفارية انتهاز الفرصة فاندفع باتجاه الاهواز وفارس واستولى على مساحات شاسعة ثم راح يرنو باتجاه بغداد مما بعث الرعب في قلب الخليفة الذي عبأ قواته بقيادة أخيه الموفق لوقف الصفار عند حدوده ..
وسرعان ما وقعت المعركة الفاصلة في « دير العاقول » على بعد ١٢ ميلاً من بغداد فسحقت قوات الصفار الذي ارتد بفلوله الى الأهواز .. ولكنه ظل يشكل خطراً على الخلافة العباسية ثم وقع حادث غامض إذ وقع رئيس الوزراء عبيد الله بن يحيى عن دابته عندما صدمه الخادم « رشيق » وتوفى بعد ساعات (١٩٤).
كما توفى الحسن بن محمد بن أبي الشوارب رئيس سلطة القضاء فتولى رئاستها أخوه علي بن محمد (١٩٥).
وقد أسهمت هذه الاحداث في التخفيف من محنة السيدة نرجس التي أفرج عنها بعد اعتقال استمر اكثر من عامين وسوف تعيش حياة التشرد مدة من الزمن قبل أن يستجيب الله دعوتها فانتقلت الى الرفيق الأعلى تشكو الى بارئها ظلم الظالمين.
وكان الهمس حول وجود حقيقي للامام المهدي ما يزال مستمراً وادرك الكثيرون أن الحقيقة توجد لدى عثمان بن سعيد ذلك الرجل الصالح الذي تمكن من احاطة عدد كبير ممن يوثق بأمانتهم ووعيهم بوجود الامام المهدي .. ولكن الظروف الحساسة