التي يمر بها الامام جعلته يتكتم فكان لا يتحدث بهذا الشأن إلا في المناسبات التي تستدعي ذلك ، كما حدث في تلك الليلة الشتائية عندما جاءه في جنح الظلام رجل يبحث عن الحقيقة فقال له وهو يحاوره :
ـ اسألك بحق الله وبحق الامامين اللذين وثقاك هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان؟!
غمرت الدموع عيني الرجل الصالح وقال :
ـ أخبرك على أن لا تخبر أحداً ما دمت حيا؟
وهز الرجل رأسه موافقاً فقال السفير :
ـ أجل قد رأيته (١٩٦) .. يوم ولادته .. ورأيته وقد أيفع وأصبح فتى رشيداً موفقاً (١٩٧).
وانصرف الرجل فأوى الى فراشه تلك الليلة وهو يحلم بالغد الأخضر.